إن معصية الله لا تُنيل رحمته ورضاه، والعمل الصالح هو الذى يقرب من عطفه و مغفرته وفى مقدمة الصالحات أن تدرك ضخامة النعم التى أسبغت عليك، وأن تغالى بحقيقتها وحقها، فإن الله لو ناقشك الحساب عليها وتقاضاك الوفاء بثمنها لعجزت

إن الارتقاء الثقافى يصحبه حتما إقصاء الدين من الطريق!! ثم هم يرون أنفسهم ـ وإن لم يدرسوا شيئا طائلا عن علوم المادة ـ قد أصبحت لهم مكانة العلماء الذين فجروا الذرة

ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنقى القمامة عن الساحات الطهور؟!

إننا نكره الإلحاد الذى جعل من الأجيال الحاضرة قطعانا تحيا فى العالمين، وهى متنكرة لرب العالمين وكل ما نبغى أن يحل مكان هذا الإلحاد المعتم إيمان ينهض على الصواب، ويتألق فيه نور الحق

إن مرحلة المشورة فى أمر ما لا يجوز أن تستمر أبدا، بل هى حلقة تسلم إلى ما بعدها من عمل واجب فإذا تقرر العمل، فلنمضي فى إتمامه قدماً، ولنقهر علل القعود والخوف، ولنستعن بالله حتى نفرغ منه

إن الله سبحانه جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين

أعرف من مطالعاتى الكثيرة أن هناك من الآثار ما يقرن المغفرة العامة بعمل قد يبدو فى ظاهره سهل الأداء، كتساقط الذنوب مع قطرات ماء الوضوء مثلاً، فلا يضطرب فهمك فى قيم الأعمال لهذه الظواهر

إن الدعاء أولا تحديد وجهة، ورسم مثل أعلى، فإبراهيم عندما قال: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) كان بهذا الدعاء يجعل إقامة الصلاة منهج حياة، ومشغلة إنسان أين منه أولئك الذين يضيقون بالصلاة، ولا يأتونها إلا وهم كسالى؟

إن هؤلاء من يربط رأيه بمدى المنفعة التى تعود عليه، فإن امتلأت يداه صاح حامداً، وإن نسى أو تنوسى انفتل يصخب ويحتج ويتلمس المطاعن (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)

إن الإسلام جعل "الأخوة" العامة نظاما عادلا تصان به الحقوق والواجبات، ويتم فيه تبادل العاطفة على نحو يرقى بالإنسان، ويجمع بين ما ينشده لنفسه وبين ما يجب عليه للآخرين

إن الطلب الجميل تكسب الحلال فى سماحة ورفق، واطراح الحرام فى زهادة وأنفة، ثم تجىء بعد ذلك بقية تعاليم الإسلام القائمة على الإيمان بالله، والتصديق بلقائه، وإيثار ما عنده، ومعرفة قدر الدنيا بالنسبة إلى الأخرى

الحق أن الإنسان يكابر حين يرحب بالمصائب، لأنه أسير لنظام الأعصاب فى أغلب الأحيان ومن الخير له أن يسأل الله العافية وأن يتجنب التعرض للامتحان، فقد يضعف عن مواجهة ما يشتهى من المصاعب، ويعرف بعد الانزلاق فى هوة المكاره أن العزيمة قد تفتر أو تخون

أما المؤمن فهو يختار أقرب الفروض إلى السكينة والرشد، ثم يقدم وهو لا يبالى ما يحدث بعد ذلك، وعلى لسانه هذه الآية: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون)

يظهر أن شكر المنعم واجب ثقيل، وأننا على قدر ما نحتاج ونأخذ، على قدر ما نستخف وننسى

الأنانيون فى كل مجتمع لعنة ماحِقة، تحترق فى سعيرها الفضائل والمصالح، وتذوب فى مرضاتها الأفراد والجماعات

إذا خُدع المرء أبدا عن الحقيقة؛ فكيف يوفق إلى حل صحيح لمشكلات الحياة التى تلاقيه؟!

إن الاكتفاء الذاتى، وحسن استغلال ما فى اليد، ونبذ الاتكال على المُنَى هي نواة العظمة النفسية وسر الانتصار على الظروف المعنتة

العمل بين الأثرة والإيثار غريزة حب النفس أصيلة فى بنى آدم، ولا معدى عن الاعتراف بها ثم مراقبة سيرها فى الحياة حتى لا يشرد عن سواء الصراط

وتأكد أن الثواب الجزيل لا يسوقه الله عز وجل فى عمل كالوضوء، إلا إذا صاحبه من عمق الإيمان وصدق الإخلاص وجمال الاحتساب ما يجعل صاحبه أهلا لأن يبذل النفس والنفيس فى سبيل الله تبارك وتعالى

إن الله خلق آدم على صورته، واستخلفه فى هذه الأرض ليكون نائباً عنه، ومكنه منها، بل كلفه أن ينشط فى استغلال خيرها وامتلاك أمرها، ووصاه أن يحترم أصله الإلهى العريق، فلا يتدلى عنه إلى نزعات الطين، ووساوس الشياطين